السبت، 30 أبريل 2011

اللغة و المجتمع


لقد وجه الباحثون عظيم عنايتهم ، في دراسات حديثة عن التنوع اللغوي ، عادة عن طريق الاستبيانات لإثبات تفصيلات بعينها للبعد الاجتماعي للناطقين ، وكلما وضعنا في الحسبان مثل هذه التفضيلات كان في مقدورنا إنجاز دراسة عن اللهجات الاجتماعية التي هي تنوعات لغوية ، تستعملها مجموعات تتميز على حسب الطبقة ، و التعليم ، و المهنة ، و العمر ، و الجنس ، وعدد المقاييس الاجتماعية الأخرى .
v    التعليم و المهنة و الطبقة الاجتماعية .
من المهم أن تعلم على سبيل المثال ما إذا كانت مجموعة من الناطقين يشتركون في بعد تعليمي واحد ، فقد وجد في بعض المسح اللهجي أنه بين الذين تركوا النظام التعليمي في سن مبكرة ، ميل عظيم لاستعمال صيغ غير شائعة نسبياً في كلام الذين واصلوا تعليمهم حتى الكلية ، فتعبيرات تشمل على نحو : Them boys throwed thin أكثر شيوعاً في كلام المجموعة الأولى عن الأخيرة ، وتفسير ذلك فيما يبدو أن الشخص الذي يقضي وقتاً طويلاً خلال الكلية أو الجامعة سيميل إلى التحدث بملامح لغوية مأخوذة من معايشته الطويلة للغة المكتوبة ، و الشكوى أن بعض الأساتذة "يتكلمون مثل الكتاب" إدراك لشكل غالب لهذا النفوذ influence .
ومما يتصل بالتعليم ، الاخنلافات الوظيفية ، و الطبقة الاجتماعية ، التي لها بعض التأثير على كلام الأفراد ، فلكل وظيفة قدر معين من لغية يصعب فهمها على غير أهلها ، و من الأمثلة الدالة على دور المهنة في تحديد الكلام . نداء النادل على :
 a Bueket mud – draw one – hold cow .
في مطعم ، تنوع على طلب العميل "أيسكر يم بالشيكولاتة ، قهوة بدون مبيض" .
و قد ربطت دراسة مشهورة قام بها لابوف (1972) بين عناصر من مكان الوظيفىة و المستوى الاجتماعي الاقتصادي ، بالنظر إلى فروق النطق بين البائعين في ثلاثة محلات بمدينة نيويورك ، ساكس (مستوى راق) ، ماكيز (مستوى متوسط) ، وكلينز(مستوى متواضع) ، وقد وجدت بالفعل فروق قياسية ، وفي الإنجليزية البريطانية حيث تتسع فروق الطبقة الاجتماعية في الكلام بصورة ملحوظة أكثر من الولايات المتحدة فإن استعمال [n]  مقابلاً لصوت [j] ing ــ في نهاية كلمات مثل يمشي Walking ، يذهب going ، يشيع بين الناطقين من الطبقة العاملة في تنوعات محلية متعددة أكثر من الناطقين من الطبقة المتوسطة.
v    العمر ، الجنس .
ومع ذلك فحتى في داخل مجموعات من الطبقة الاجتماعية نفسها ، يمكن أن نجد فروقاً أخرى ، تبدو مرتبطة بعوامل مثل أعمار الناطقين أو جنسهم فكثير من صغار الناطقين الذين يعيشون في  منطقة معينة  يتأملون نتائج المسح اللهجي لمنطقتهم (أجرى المسح مع رواة كبار) ويزعمون أن أجدادهم كانوا يستعلمون تلك الألفاظ, ولكنهم هم لا يستعملونها, فالتنوع بالنسبة للعمر ملحوظ عبر فترة مابين الأجداد والأحفاد, فبينما يظل الجد يتحدث عن صندوق الثلج أو الراديو فإنه سيحيره بعض كلام حفيدته التي تحب أن تأكل ما يكون بالثلاجة وهي تستمع إلى صندوقها المدوى .
وأما التنوعات المتصلة بالجنس , فهي بؤرة اهتمام كثير من الأبحاث الحديثة ومن النتائج العامة لعدد من المسح اللهجي أن الناطقين من الإناث أميل من الذكور إلى استعمال صيغ الوجاهة مع تساويهما في البعد الاجتماعي العام وكذلك وجود صيغ مثل he ainnt JJ Idone غالباً في كلام الذكور وصيغ مثل : isn’t he – Ididit  في كلام الإناث و في بعض الثقافات توجد فروق أكثر تحديداً بين كلام الذكور و الإناث فقد ثبتت اختلافات بينة في النطق بين كلام الذكور و الإناث في بعض اللغات الهندية الأمريكية الشمالية مثل جروس فنتر وكواساتي وعندما صادف الأوربيون بالفعل لأول مرة من المفردات المختلفة لنطق الذكور عن الإناث بين هنود الكاريي أفادوا أن الأجناس المختلفة تستعمل لغات مختلفة ، فما وجد في الواقع ما هو إلا صورة من تنوع حسب جنس المتكلم .
v    البعد العرقي .
 تظهر في داخل المجتمع فروق أخرى بسبب مختلف الأبعاد العرقية وبطريقة أوضح فكلام المهاجرين الجدد وكذلك أطفالهم غالباً سيحمل ملامح مميزة وقي بعض المناطق التي يوجد بها ولاء لغوي قوي للغة الأصلية للمجموعة , سينقل عدد كبير من الملامح إلى اللغة الجديدة, وعموماً فكلام الأمريكان السود ويطلق عليه إنجليزية السود لهجة اجتماعية واسعة الانتشار , غالباً ما تتجاوز الفروق الإقليمية وعندما تقع مجموعة داخل المجتمع تحت شكل من أشكال العزل الاجتماعي مثل ما عاناه الأمريكان السود من التعصب والتمييز العنصري طوال تاريخهم فإن فروق اللهجة الاجتماعية تصبح أكثر تحديداً , ومن الوجهة الاجتماعية فإن المشكلة القائمة هي أن تنوع الكلام الناتج يمكن أن يصمم بأنه " كلام ردئ" ومن أمثلة ذلك الغياب الكثير للرابطة
(صور فعل الكينونة ) في إنجليزية السود مثل : they mine  إنهم لي , you crazy أنت مجنون , وتتطلب الإنجليزية الفصحى استعمال صيغة (are) في هاتين العبارتين ومع ذلك فهناك لهجات إنجليزية أخرى كثيرة لا تستعمل الرابطة في مثل هذه التراكيب , وكذلك عدد كبير من اللغات (مثل العربية والروسية ) لها تراكيب مشابهة بدون الرابطة , وعلى هذا الأساس لا يمكن  أن تكون إنجليزية السود" رديئة" إلا أن تعتبر الروسية "رديئة" والعربية"رديئة" ولأنها لهجة فهي ببساطة ذات ملامح تختلف كل الاختلاف عن الفصحى.
v    لهجة الفرد .
تتجمع بالطبع كل عناصر التنوع اللهجي الاجتماعي والإقليمي بشكل أو باَخر في كلام كل فرد, ويستعمل مصطلح لهجة الفرد للهجة الشخصية لكل فرد ناطق بلغة,وهناك عوامل أخرىكطبيعة الصوت والحالة الفيزيائية التي تسهم في إبراز الملامح الميزة في كلام الفرد , ولكن كثيراً من العوامل الاجتماعية التي تعرضنا لها تحدد لغية كل شخص فمن النظرة المعيارية للدراسة الاجتماعية للغة ولا اعتبارات كثيرة أنت ما تقول .
v    المرجع :-
كتاب معرفة اللغة . تأليف: جورج يول . ص 241ـــ 245 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق